عاد موقع “أرشيف الإنترنت” إلى العمل جزئيًا بعد تعرضه لهجوم سيبراني واسع النطاق، أسفر عن تعطل الموقع واختراق بيانات أكثر من 30 مليون مستخدم. الهجوم، الذي وقع في التاسع من أكتوبر، أثر بشكل كبير على تشغيل الموقع الشهير، والذي يعد مصدرًا هامًا لحفظ وتوثيق المحتوى الرقمي على الإنترنت. في حين عادت خدمة “آلة الإعادة” (Wayback Machine)، التي تتيح للمستخدمين تصفح تاريخ مواقع الويب، للعمل بشكل طبيعي، إلا أن الموقع ما زال يواجه بعض القيود التشغيلية.
وفقًا لتصريح مؤسس أرشيف الإنترنت، بروستر كاهل، عبر منصة إكس (تويتر سابقًا)، فإن الموقع حاليًا في وضع القراءة فقط، مما يعني أن المستخدمين غير قادرين على إضافة محتويات جديدة أو حفظ صور ونسخ من المواقع الحالية. كاهل أضاف أيضًا أن الموقع قد يتعرض “للتعليق مرة أخرى” في حال تطلبت الصيانة ذلك، مما يشير إلى أن الفريق الفني لا يزال يعمل على استعادة جميع خدمات الموقع بشكل كامل. وحتى الآن، لم يتم تحديد موعد رسمي لعودة جميع أجزاء الموقع والخدمات المرتبطة به.
الهجوم السيبراني أثار الكثير من القلق بين المستخدمين، خاصة أن أرشيف الإنترنت يعد مكتبة رقمية هامة تحتوي على ملايين الكتب، مقاطع الفيديو، البرامج والموسيقى، بالإضافة إلى توفير إمكانية الوصول إلى نسخ مؤرشفة من مواقع الويب. بفضل هذه المكتبة الرقمية، يظل المحتوى الرقمي متاحًا حتى بعد حذفه أو اختفائه من الإنترنت، ما يضمن توثيق المعلومات وحمايتها للأجيال القادمة.
من الجدير بالذكر أن أرشيف الإنترنت أعلن في مارس الماضي عن شراكة مهمة مع جوجل، بهدف تمكين مستخدمي محرك البحث من الوصول إلى روابط صفحات الإنترنت المخزنة على خدمة Wayback Machine مباشرة عبر خيار “حول هذه النتيجة” في نتائج البحث. وكانت جوجل قد أزالت في وقت سابق ميزة الوصول إلى النسخ القديمة من المواقع عبر صفحاتها المؤرشفة، وهو ما جعل الشراكة مع أرشيف الإنترنت تحل محل تلك الخاصية.
يعتبر أرشيف الإنترنت مؤسسة غير ربحية تهدف إلى توفير الوصول المجاني إلى محتويات رقمية متنوعة، بما في ذلك الكتب، الأفلام، الموسيقى، والبرمجيات. كما أنها تعمل على توثيق وحفظ المواد الرقمية لضمان بقاء هذه المواد متاحة بشكل دائم للجمهور. هذا الدور يجعل أرشيف الإنترنت أداة لا غنى عنها للمؤرخين والباحثين وأي شخص يرغب في العودة إلى محتويات رقمية سابقة.
ورغم الانتكاسة الكبيرة التي تعرض لها الموقع جراء الهجوم، إلا أن فريق العمل يبدو مصممًا على استعادة الخدمة بالكامل والعودة لتقديم الدعم الكامل لمستخدميه حول العالم. هذا الحادث يبرز مجددًا أهمية الأمن السيبراني والحاجة الماسة لحماية البنية التحتية الرقمية الحيوية في عصرنا الحالي، حيث يعتمد العالم على الإنترنت لحفظ وتوثيق معلوماته وذكرياته.