شهد سوق العملات الرقمية في الفترة الأخيرة انخفاضًا في قيمة البيتكوين والإيثريوم، مما أثار موجة من التصفية العنيفة وخسائر بملايين الدولارات للمتداولين. هذا المقال يستعرض الأسباب التي أدت إلى هذا الانخفاض السريع والمفاجئ، وكيفية تغير ظروف السوق وما يمكن أن يحدث لاحقًا.
تراجع السوق وتصفية المراكز
بين 29 يوليو و28 أغسطس، فقد سوق العملات الرقمية حوالي 15% من قيمته، حيث تراجعت القيمة السوقية من 2.48 تريليون دولار إلى 2.11 تريليون دولار، مما يعكس توجهًا هبوطيًا واسع النطاق. في 28 أغسطس، تراجع سعر البيتكوين بأكثر من 4% خلال 24 ساعة ليصل إلى مستويات 60,000 دولار، بعد أن كان قد اقترب من 58,000 دولار قبل تعافيه قليلاً.
من جهة أخرى، شهدت الإيثريوم انخفاضًا بنسبة 22% في نفس الفترة، لتصل إلى سعر 2,500 دولار. كما شهدت صناديق تداول الإيثريوم (ETFs) تدفقات خارجية تجاوزت 115 مليون دولار بين 15 و27 أغسطس، مما زاد من الضغوط على الإيثريوم.

أسباب الانخفاض
يمكن تتبع الانخفاض في سوق العملات الرقمية إلى عدة عوامل مترابطة. وفقًا لبيانات Coinglass، تم تصفية مراكز بقيمة 320 مليون دولار خلال 24 ساعة حتى 28 أغسطس. كانت معظم هذه التصفية من نصيب المتداولين الذين كانوا يراهنون على ارتفاع السوق، مما أدى إلى خسائر كبيرة.
ارتفعت معدلات تمويل البيتكوين في بورصة DyDx إلى أعلى مستوياتها منذ تحقيق البيتكوين لأعلى سعر له في مارس، مما يشير إلى زيادة الرهانات على ارتفاع الأسعار. ومع ذلك، أدى هذا التفاؤل المفرط إلى تصفية مراكز طويلة بشكل كبير.
بالإضافة إلى ذلك، أدى عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة، خاصة بعد إعلان لائحة اتهام جديدة ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، إلى زيادة توتر الأسواق. قرر العديد من المتداولين بيع حيازاتهم من العملات الرقمية والانتقال إلى أصول أكثر أمانًا مثل النقد.
ماذا يحمل المستقبل لسوق العملات الرقمية؟
على الرغم من الانخفاض الأخير، يرى بعض المحللين أن البيتكوين ما زال يحتفظ بدعمه فوق مستويات مهمة عند 61,000 دولار. إذا تمكن البيتكوين من الحفاظ على هذا الدعم، فقد يكون هناك فرصة للانتعاش والوصول إلى مستويات جديدة.
ومع ذلك، تبقى هناك تحديات، بما في ذلك السياسات المتعلقة بالعملات الرقمية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة وقرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في سبتمبر.
إن التقلبات في سوق العملات الرقمية مستمرة، ومن المهم بالنسبة للمستثمرين أن يكونوا على دراية بالمخاطر وأن يتجنبوا اتخاذ قرارات متسرعة. كما ينبغي عليهم متابعة التطورات السياسية والاقتصادية عن كثب للتكيف مع تغيرات السوق.